وألقاء إلى أبي الأسود الدّؤليّ.١
وأمّا الفقه فجميع العلماء تلاميذه، وأجمَعَ النّاس أنّ النّبيّ صلىاللهعليهوآله قال في حقّه : أقضاكم عليّ. والقضاء يحتاج إلى جميع العلوم، وخاصّة علم الشّرع.٢
وعن الشعبيّ، قال : ما رأيت أحداً أعلم بكتاب الله بعد نبيّ الله من عليّ بن أبي طالب عليهالسلام.٣
قال الله تعالى : (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ، إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا * وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا * يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا).
روى محمد بن هارون العكبريّ بإسناده إلى هارون بن خارجة حديثاً يرفعه إلى سيّدة النساء فاطمة الزهراء عليهاالسلام، قالت : أصاب الناسَ زلزلةٌ على عهد أبي بكر وعمر، ففزع الناس إليهما، فوجدوهما قد خرجا فَزِعَين إلى أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام، فتبعهما الناسُ حتّى انتهوا إلى باب عليّ، فخرج إليهم غير مكترث لما هم فيه، ثمّ مضى واتّبعه الناس حتّى انتهوا إلى تَلْعَة، فقعد عليها وقعدوا حوله وهم ينظرون إلى حيطان المدينة تَرتَجّ جائيةً وذاهبة، فقال لهم عليهالسلام كأنّكم قد هالكم ما تَرَون ! قالوا : كيف لا يَهُولنا ولم نَرَ مثلها زلزلة؟! قال : فحرّك شفتيه ثمّ ضرب الأرض بيده وقال : ما لَكِ؟ اسكُني، فسكنت. فتعجّبوا من ذلك أكثر من
_______________________
١ ـ معجم الأدباء ١٤ / ٤٢؛ الأغاني ١٢ / ٢٩٨؛ طبقات النحويّين واللغويّين، ٢١؛ الفهرست للنديم ٤٥؛ إنباه الرواة على أنباه النحاة ١ / ٥٠؛ سير أعلام النبلاء ٤ / ٨٣.
٢ ـ أسرار الإمامة ٢٨٤ ـ ٢٨٥؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١ / ١٩، ٢٤؛ طبقات المعتزلة ٨٠، ٩٤،؛ ٢١٩؛ سنن ابن ماجة ١ / ٥٥؛ التبصير في الدين ١٦١؛ الأربعين في أصول الدين ٤٦٦؛ تذكرة الخواصّ ٢٠؛ مجمع الآداب في معجم الألقاب ٥ / ١٨٠.
٣ ـ تنبيه الغافلين ١٠٣.