إلى سيف الملك بن عمرون ، فاشتراه أبو الفتح الدّاعي الباطنيّ منه.
ووصل صاحب القدس إلى أنطاكية ، وجمع وخرج إلى نواز ، وسار إلى قنّسرين في جموع الفرنج ، والتقوا بعسكر حلب وسوار ، وفي سنة ثمان وعشرين في ربيع الأوّل ، فكسروا المسلمين ، وقتلوا أبا القاسم التركماني ، وكان شجاعا ، وقتلوا القاضي أبا يعلى بن الخشّاب ، وغيرهما.
وتحوّل الفرنج إلى النّقرة ، فصالحهم سوار والعسكر ، فأوقعوا بسريّة منهم ، فقتلوهم ، وعادوا برؤوسهم وأسرى منهم ، فسرّ النّاس بذلك بعد مساءتهم بالأمس.
وأغارت خيل الرّها من الفرنج ببلد الشّمال ، وهي عابرة إلى عساكر الفرنج ، فأوقع بهم سوار وحسّان صاحب منبج وقتلوهم بأسرهم وحملوا الرؤوس والأسرى إلى حلب (١).
وفتح شمس الملوك اسماعيل بن تاج الملوك حماة من يد نائب صلاح الدّين (٢) ، وكان قد عزم على ذلك ، فتحصّن واليها ، فانتهى ذلك إلى شمس الملوك ، فخرج في العشر الأواخر من شهر رمضان ، وعزم على قصدها والنّاس بها غافلون.
وهجم يوم العيد على من فيها وزحف في الحال فتحصّنوا منه ، فعاد في
__________________
(١) انظر ابن القلانسي ص ٣٧٤ (حوادث سنة ٥٢٧ ه) مع الحواشي.
(٢) صلاح الدين اليغيسياني ، من أكبر شخصيات دولة زنكي.