ذلك اليوم ، وقد نكا أصحابه في أهلها ، ثمّ زحف عليها زحفا قويا ، فانهزموا بين يديه ، وهجم البلد فطلبوا الأمان فأمّنهم ، وحلّفه والي القلعة على أشياء اقترحها ، وأجابه إليها وسلمها إليه ، فسلّمها إلى شمس الخواصّ.
وحصر المسترشد الموصل ، وثارت الحروب بين السّلاطين ، فبلغ المسترشد ما أزعجه ، فعاد عنها ، فوصل حسام الدّين تمرتاش إلى خدمة أتابك زنكي ، فسار معه إلى لقاء داود بن سكمان بن أرتق ، فكسره أتابك بباب آمد ، وانهزم داود وأسر ولده ، وقتل جماعة من أصحابه ، وذلك في يوم الجمعة سلخ جمادى الآخرة.
ونزل على آمد وحصرها ، وقطع شجرها ، فصانعه صاحبها بمال ، فرحل عنها إلى قلعة الصّور ففتحها ، وفتح البارعيّة ، وجبل جور ، وذا القرنين ، ووهب ذلك كلّه لحسام الدّين تمرتاش ، وفتح طنزة فاستبقاها لنفسه (١).
وتزوّج أتابك صاحبة خلاط ابنة سقمان القطبي.
واستولى أتابك على العقر (٢) وشوش (٣) وغير ذلك من قلاع الأكراد ؛
__________________
(١) أتى ابن الأزرق الفارقي على ذكر تفاصيل هذه الحوادث ، انظر ص ٥٢٥٠ مع التعريف بالأماكن الجغرافية.
(٢) عقر الحميدية قلعة حصينة كانت للأكراد ببلاد الموصل ـ الأعلاق الخطيرة ـ قسم الجزيرة ـ ص ٨١١.
(٣) عند ابن الأزرق «تل شيح» ووافقت رواية ابن العديم هنا رواية ابن الأثير ج ٨ ص ٣٤٣.