وصول بشر بن كريم بن بشر رسولا من المسترشد إلى زنكي بخلع هيّئت له ؛ وتقدّم إليه بالرّحيل عن دمشق والوصول إلى العراق ، ليولّيه أمره وتدبيره ، وأن يخطب للسّلطان ألب أرسلان داود بن محمود المقيم بالموصل ـ وكان قد وصل هاربا من بين يدي عمّه السّلطان مسعود ـ فأكرمه أتابك.
فدخل الرّسول وبهاء الدّين بن الشهرزوريّ إلى دمشق ، وقرّرا هذه القاعدة وأخمدا الفتنة ، وأكّدا الأيمان ؛ وخطب يوم الجمعة الثّامن والعشرين من جمادى الأولى بجامع دمشق بحضورهما ، على القاعدة الّتي وصل فيها الرّسول (١).
وعاد أتابك من دمشق ، فلمّا وصل حماة قبض على شمس الخواص صاحبها ، وأنكر عليه أمرا ظهر منه ، وشكا أهلها من نوّابه فتسلّمها منه ، وأطلقه فهرب ، وردّ حماة إلى صلاح الدّين ورحل من حماة.
وسار إلى بلد حلب ، فنزل على الأثارب ، ففتحها أوّل رجب ، ثمّ فتح زردنا ، ثم تلّ أعذى ، ثمّ فتح معرّة النّعمان ، ومنّ على أهلها بأملاكهم ، ثمّ فتح كفر طاب ونزل على شيزر فخرج إليه أبو المغيث بن منقذ نائبا عن أبيه ، ثمّ نزل بارين (٢) وأظهر أنّه يحاصرها ، ثمّ سار ، وأهل حمص غارون ، فشنّ عليهم الغارة ، واستاق كلّ ما كان في بلدها ونهبهم.
__________________
(١) لمزيد من التفاصيل انظر ابن القلانسي ص ٣٩٢.
(٢) تعرف الآن باسم بعرين وهي من قرى منطقة مصياف في محافظة حماة وتبعد عن حماة مسافة ٤٢ كم.