الطعام (١). وان العدد الكبير من تماثيل صغيرة للنساء الذي وجد في مقبرة تل الصوان قد يعني ان هذا الموقع كان في اوائل الالف السادس قبل الميلاد ، وربما قبل ذلك بقليل ، مركزا رئيسا لعبادة الأم الالهة. وقد وضعت تماثيل صغيرة عديدة لها في توابيت الصغار لتحميهم في رحلتهم الطويلة في عالم ما بعد الموت. ولوحظ ان اكثر بقايا الهياكل العظيمة التي عثر عليها في قبور القرية كان اصحابها قد دفنوا بوضعية القرفصاء وان الرأس يتجه دوما نحو الجنوب الا ما ندر. ووجدت بعض الهياكل ملفوفة بحصير مطلى بالقار ، كما عثر على عدد من الاواني الكبيرة من الجص مع اغطيتها المماثلة لشكل الاناء البيضوي المفلطح قد استخدمت كتوابيت للأطفال ، ويظهر ان هذا النوع من مدافن الاطفال كان شائعا في تل الصوان وبخاصة في الطبقتين الرابعة والخامسة (٢).
ومن الادوات التي تلفت النظر مما عثر عليه ، مجرشة ، ومدقة كروية ، ومدقات طويلة الشكل ، ومنجل من حجر الصوان ملصق بالقار ، ومحراث من الحجر ، وحجارة مقلاع ، وثقالة ل «جومة» حياكة ، وهاون او جاون ، وحجر للدلك ، وصنارة باب ، وطبلة لمزج الاصباع ، وادوات مختلفة من معظم. كما عثر على مجموعة من عدة الخياطة كالابر والمخارز ، وهي ادلة قاطعة على تمرس سكان هذا الموقع في خياطة الملابس من الجلود ، او من الصوف الذي كان يغزل بمغازل تصنع اقراصها من الفخار او الحجر. وان الكشف عن تقالات من الحجر والفخار يدل على استخدام انواع ساذجة من «جوم» الحياكة ، وهو برهان على انهم مارسوا حيا؟؟؟ الأقمشة لاستخدامها في الملابس واغراض اخرى (٣). ومما عثر
__________________
(٦٨) نفس المصدر.
(٦٩) التنقيب في تل الصوان / ٤٠ ـ ٤١.
(٧٠) نفس المصدر / ٤٣ ـ ٤٥.