الوطني في كوبنهاكن بالدانمارك. وتوصل الى ان الحنطة والشعير كانا من جملة المحاصيل الحقلية لاهالي تل الصوان. وانهم كانوا يعتمدون احيانا على السقي في زراعة هذين النوعين من الغلال ، لقلة الامطار في وسط العراق في ذلك الزمن وكما هي الحال الآن (١). مما يستنتج منه ان سكان هذا المستوطن بدأوا بمشاريع الري الصغيرة.
كما ان البحث الدقيق في الركام والتراب الناجم عن حفريات مختلف البقايا النباتية ومخازن الغلال كشف عن بقايا من عظام الحيوانات الاليفة والبرية التي اصطادها الانسان في هذا الموقع واقتات على لحومها واستفاد من جلودها واصوافها. وظهر بنتيجة دراسة المختصين لهذه البقايا ان الخراف والماعز والغزلان كانت عماد الثروة الحيوانية ، لأهل هذا الموقع في الألف السادس قبل الميلاد ، وان السمك كان الغذاء الرئيس لسكنة تل الصوان في جميع ادواره (٢). كما انهم كانوا يضعون الاسماك مع الموتى لتكون زادا لهم في رحلة الموت الطويلة ، كما تدل على ذلك بقايا عظام السمك الكثيرة التي وجدت في القبور المكتشفة في هذا التل (٣).
وتمخضت الحفريات في تل الصوان في موسم سنة (١٩٧٢) عن نتائج مهمة ساعدت على تكوين فكرة عامة عن نمط الحياة الاجتماعية والاقتصادية لقرية الصوان ، وكذلك عن بداية الاستيطان فيها. ومما يمكن استخلاصه ان سكان القرية تلاحموا مع بينتهم ممارسوا البدايات الاولى لأساليب الري نتيجة لتذبذب
__________________
(٧٤) لتنقيب في تل الصوان / ٤٥.
(٧٥) نفس المصدر / ٤٦.
(٧٦) مجلة سومر ج : ١ و ٢ لسنة ١٩٦٧. ص : ج.