المعروفات بالأولى والثانية والثالثة إلى السابعة ، ويصب في دجلة بإزاء المطيرة (١).
لم تذكر العمارات التي كانت على الإسحاقي ، وأكثرها فيما يظهر منذ زمن المعتصم ، واقتصر سهراب على القول بأن عليه عمارات وضياع وقصر الجص ، ولم يسمّ أيّا من الضياع السبع التي عليه.
أورد اليعقوبي أشمل ما وصلنا من وصف للجانب الشرقي فقال : ولما فرغ المعتصم من الخطط ووضع الأساس للبناء في الجانب الشرقي من دجلة ، وهو جانب سرّ من رأى ، عقد جسرا إلى الجانب الغربي من دجلة ، فأنشأ هناك العمارات والبساتين والأجنة ، وحفر الأنهار من دجلة ، وصيّر إلى كل قائد عمارة ناحية من النواحي وحمل النخل من بغداد والبصرة وسائر السواد ، وحملت الغروس من الجزيرة والشام والجبل والريّ وخراسان وسائر البلدان ، فكثرت المياه في هذه العمارة في الجانب الشرقي بسرّ من رأى وصلح النخل وثبتت الأشجار ، وزكت الثمار ، وحسنت الفواكه ، وحسن الريحان والبقل ، وزرع الناس أصناف الزروع والرياحين والبقول والرطاب ، وكانت الأرض مستريحة ألوف السنين ، فزكا كل ما غرس فيها وزرع بها حتى بلغت غلة العمارات بالنهر المعروف بالإسحاقي وما عليه ، والإيتاخي ، والعمري ، والعبد الملكي ، ودالية ابن حماد ، والمسروري ، وسيف ، والعربات المحدثة ، وهي خمس قرى ، والقرى السفلى وهي سبع قرى ، والأجنة والبساتين ، وخراج الزرع أربعمائة ألف دينار في السنة.
وأقدم المعتصم من كل بلد من يعمل عملا من الأعمال أو يعالج مهنة من مهن العمارة ومن سائر البلدان من أهل كل مهنة وصناعة ، فأنزلوا مع عيالهم بهذه المواضع ، وأقطعوا فيها وجعل هناك أسواقا لأهل المهن بالمدينة ، وحمل المعتصم إلى سامرّاء صناع القراطيس مع تربتها ومائها وأمرهم باتخاذه هناك ولم يخرج إلا الخشن الذي يتكسر (٢).
__________________
(١) سهراب ١٢٧.
(٢) البلدان لليعقوبي ٢٦٣ ـ ٤ ، الروض المعطار للحميري ٢٥٣.