وبمقارنة ما ذكره سهراب بما ذكره اليعقوبي ، فإن سهراب ذكر قصر الجص الذي يوحي في سياق ذكره بأنه أول العمارات ، ولم يسمّ الضياع السبع التي أشار إليها ، أما اليعقوبي فسمى القرى المحدثة ، وهي الإيتاخي ، والعمري ، والعبد الملكي ، ودالية ابن حماد ، والمسروري ، وسيف ، والعربات المحدثة ، وهي سبع ، ولم يذكر أسماء الخمس المحدثة التي أشار إليها ، كما أنه لم يذكر قصر الجص. وتجدر الإشارة إلى أن ابن الفقيه ذكر أن «المعتصم بنى الجوسق ، والعبد الملكي وقصر الجص ، وقصر القصور ، والعمورية ، وقصر المطامير» (١).
ولم يحدد مواقع هذه القصور التي حددت المصادر الأخرى منها الجوسق الغربي وقصر الجص في الجانب الشرقي.
ويذكر الطبري أن اللؤلؤة بني للواثق ، وظاهر النص يدل على أن المعتصم هو الذي بنى قصر اللؤلؤة الذي تنسب مصادر أخرى بناءه للمتوكل (٢).
وينقل الرشيدي عن الصولي قصر المعتصم بالميدان الذي كان فيه للعباسية ، وجعل في الإيوان المنقوش في صدره صورة عنقاء وينقل البيروني عن الصولي بناء المعتصم هذا القصر والاحتفال الذي أقامه في افتتاحه ثم يذكر أن المعتصم لم يعد إلى ذلك القصر وخرب فلم يجتمع فيه ممن حضر ذلك المجلس أحد (٣).
الجوسق :
يرد في الأخبار ذكر الجوسق أكثر من أي قصر آخر في سامرّاء مما يدل على أهميته. وقد بناه خاقان عرطوج للمعتصم (٤) ، ولذلك كثيرا ما كان يسمى الجوسق الخاقاني (٥) تمييزا له عن الجوسق في ميدان الصخر ، والجوسق
__________________
(١) البلدان لابن الفقيه ١٥٠.
(٢) الذخائر والتحف للرشيدي ١٢٩.
(٣) الجماهر في معرفة الجواهر ١٥٤.
(٤) البلدان ٢٥٨.
(٥) مروج الذهب ٣ / ٤٧٤ وانظر الدراسة القيمة لنورثج عن الخاقاني دار العامة ونشرها في مجلة الفتح الشرقية م ٢٣ ص ١٤٣ ـ ١٧٢ سنة ١٩٩٣.