الإبراهيمي اللذين بناهما المتوكل (١) ، ولابدّ هو الذي ذكر عنه ابن الداية موضع الجوسق (٢).
كان الجوسق يقع على دجلة (٣) ولم تذكر المصادر مساحته وأبعاده وتفاصيل معالمه العمرانية ، وإنما ذكر الطبري أنه كانت في الجوسق خزائن فيها من الأموال والجواهر وفاخر الثياب ، (٤) وذكر أيضا فيه دواب الخاصة (٥).
وفي الجوسق إيوان كان ممن قعد فيه جعفر بن المعتمد ، وأبو أحمد بن المتوكل (٦). وبنى المعتز في الجوسق في الصحن الكامل بيتا قدرته له أمه ، ومثلت حيطانه وسقوفه فكان أحسن بيت رئي (٧).
وفي الجوسق حبس المعتصم الأفشين ثم بنى له حبسا مرتفعا وسمّاه لؤلؤة داخل الجوسق وهو يعرف إلى الآن الأفشين ، (٨) وذكر المسعودي أن المستعين لما انحدر إلى بغداد اضطربت الفراغنة والأتراك وغيرهم إلى الموضع المعروف بلؤلؤة الجوسق (٩). وذكر مسكويه أن المعتصم بنى حبسا للأفشين شبيها بالمنارة وفي وسطها مقدار مجلسه والرجال ينوبون فيها كما يدور (١٠) ، وذكر الطبري أنه حبس في الجوسق كل من المعتز (١١) ، والمؤيد (١٢) ، وأبو أحمد (١٣) وكنجور (١٤) ولم يذكر في أي مكان من الجوسق.
__________________
(١) انظر فيما يلي ما كتبناه عن قصور المتوكل.
(٢) عيون الأنباء لابن أبي أصيبعة ١٣٦.
(٣) مروج الذهب ٣ / ٤٧٦ ، تاريخ اليعقوبي.
(٤) الطبري ٣ / ١٧١٦.
(٥) م. ن ٣ / ١٧٨٨.
(٦) م. ن ٣ / ١٧٨٧.
(٧) الديارات للشابشتي ١٧٩.
(٨) الطبري ٣ / ١٧١٧.
(٩) مروج الذهب ٤ / ٧٧.
(١٠) التجارب ٥١٩.
(١١) الطبري ٣ / ١٧٠٧.
(١٢) م. ن ٣ / ١٦٦٨.
(١٣) م. ن ٣ / ١٦٦٨.
(١٤) م. ن ٣ / ١٧٠٧.