العهد بالتتابع (١). ولعل أعمالا أخرى مهمة كانت تتم في دار العامة لم يذكرها المؤرخون. ويقول اليعقوبي إن دير النصارى القائم قبل بناء سامرّاء كان بالموضع الذي صارت فيه دار السلطان المعروفة بالدار العامة وصار الدير بيت المال (٢) ، لم تكن الأعمال في دار العامة منحصرة بالخلفاء ، وإنما امتدت إلى أعمال الوزراء ، ففي هذه الدار جلس أحمد بن أبي دؤاد واستدعى الأفشين لاستجوابه (٣) ، وفيها قابل محمد بن عبد الملك الزيات أهل طرسوس عندما قدموا لبحث مبادلة الأسرى مع الروم (٤).
وفي دار العامة نزل يحيى بن أكثم في أيام المتوكل لمّا ولّاه قضاء القضاة (٥) ، ولعله كان يمارس في هذه الدار أعماله الرسمية.
ويذكر الطبري أنه في سنة ٢٧٠ «أسقطت مرتبة من كانت له مرتبة في دار العامة من بني أمية كابن أبي الشوارب والعثمانيين» (٦) ، وهذا يدل على أن دار العامة كانت مركز الإدارة وكانت تجري فيها التشريفات والمقابلات ، ولعله تحفظ سجلات لذلك.
والراجح أن دار العامة هي دار الخلافة نفسها التي أشار إليها الطبري في موضعين وذكر عن عقدها أنه «عقد محمد بن عبد الملك الزيات لإسحاق بن إبراهيم بن أبي خميصة مولى بني قشير من أهل أضاخ ، فيها على اليمامة والبحرين وطريق مكة ، مما يلي البصرة في دار الخلافة ، ولم يذكر أن أحدا عقد لأحد في دار الخلافة غير محمد بن عبد الملك الزيات (٧) ، وذكر أيضا أنه
__________________
(١) الطبري ٣ / ١٨٢٠.
(٢) البلدان ٢٥٥.
(٣) الطبري ٣ / ١٣١٠.
(٤) المصدر نفسه ٣ / ١٤٥٣.
(٥) البلدان لليعقوبي ٢٦٢.
(٦) الطبري ٣ / ١٥٣٠.
(٧) المصدر نفسه ٣ / ١٣٥٠.