الجعفري ومنازله ومساكنه وأسواقه في أسرع مدة ، وصار الموضع موحشا لا أنيس به ولا ساكن فيه ، والديار بلاقع كأنها لم تعمّر ولم تسكن (١).
قصور المعتمد : المعشوق والأحمدي
يقول اليعقوبي إن المعتمد عندما بويع بالخلافة أقام بسرّ من رأى ، بنى قصرا موصوفا بالحسن سماه المعشوق ، فنزله فأقام به حتى اضطربت الأحوال فانتقل إلى بغداد ثم المدائن من العراق (٢).
وقال ياقوت : المعشوق اسم لقصر عظيم بالجانب الغربي من دجلة قبالة سامرّاء في وسط البرية باق إلى الآن ، ليس حوله شيء من العمران ، يسكنه قوم من الفلاحين ، إلا أنه محكم عظيم لم يبين في تلك البقاع على كثرة ما كان هناك من القصور غيره ، بينه وبين تكريت مرحلة (٣).
وذكر الفيروزابادي أن المعشوق قصر بسرّ من رأى (٤) ، وذكر الصابي أن محمد بن عبد الله بن خاقان تقلد نفقات بنائه (٥).
وفي سنة ٣٥٠ هدم معز الدولة المعشوق بسرّ من رأى ، وحمل آجرّه لبناء قصره بالشماسية ، إلا أن الهدم لم يكن تاما ، فقد بقيت أطلال القصر حتى هذا اليوم (٦).
ذكر ياقوت أن قصر المعشوق في غرب سامرّاء قرية بينها وبين تكريت مرحلة (٧) ، وذكر ياقوت أن الأحمدي قصر كان في سامرّاء لابن العباس أحمد
__________________
(١) البلدان ٢٦٦ ، وانظر الروض المعطار ١٧٧.
(٢) البلدان لليعقوبي ٢٦٨ ، الروض المعطار ١٨٢. وذكر المسعودي أن المهتدي بنى قبة لها أربعة أبواب «قبة المعالم» وجلس فيها العام والخاص للمظالم «مروج الذهب».
(٣) معجم البلدان ٤ / ٥٧٦.
(٤) القاموس المحيط ٣ / ٢٥٦.
(٥) تحفة الوزراء ٢٨٤.
(٦) المنتظم ٧ / ٢.
(٧) معجم البلدان ٢ / ٣٣٣.