ابن المعتمد على الله ابن المتوكل فسمّي به ، وأنه قد خرب وذكره ابن المعتز في شعره. والأحمدي إليه منتسب من قبل والمعشوق عشقه (١).
إن قصور الخلفاء ، التي عرضنا أعلاه المعلومات التي استطعنا جمعها عنها من المصادر الأدبية ، يمكن أن تضاف إليها قصور عدد كبير من الأفراد ذوي المكانة والثروة ، تميزت بأنها بنيت في السنوات القليلة الأولى من عصر الخلافة العباسية في سامرّاء ، ولم يستمر استخدامها أو نموّها ، وإنما أخلي كثير منها بعد عودة الخلفاء إلى بغداد وما تبعها من انتقال المتصلين بهم ، فقلّ السكان وأخليت القصور واتسع الخراب.
وكانت هذه القصور في أيام عز ازدهارها منتشرة في رقعة واسعة من الأرض بصورة غير منتظمة أو منسقة ؛ ثم اندثرت فلم يبق منها إلا أطلال قصور ضخمة قليلة هي القصر الخاقاني وملحقاته بلكوارا ، والمسجد الجامع ، ومنارته الشاهقة ، ومنارة جامع أبي دلف في مكان المتوكلية والعاشق ، والقبة الصليبية في الجانب الشرقي ؛ وتشير المصادر الأدبية إلى فخامة بعضها فيروي التنوخي أن أحمد بن الخطيب في أيام الواثق استعمل في سقف داره سبعين قارية ساج ، والقارية ساجة عظيمة تستعمل صحيحة (٢) ، ووصف التنوخي في أحد كتبه حبس المعتصم (٣).
غير أن هذه الأوصاف القليلة لا تكفي لتقديم صورة واضحة لعظمة هذه القصور ، ووصف أثاثها ، وما يضمه كلّ منها من العاملين فيها والحشم والجواري ، ووصف البحتري في قصيدة بركة المتوكل ، وذكر التنوخي أنه كانت عليها قبة منصوبة على بركة يجري فيها الماء ، فأمر (المتوكل) أن يجمل في
__________________
(١) معجم البلدان ٤ / ٥٧٦.
(٢) نشوار المحاضرة ٨ / ٤٩.
(٣) الفرج بعد الشدة ٢ / ١٧٦.