كان يقيم في سامرّاء (١) ، ولعل معظم إن لم يكن كل من هؤلاء الأولاد كان له مسكن خاص لم تذكر المصادر موقعه. وكانت لبعض هؤلاء الخلفاء زوجات من الأسرة العباسية ، فقد تزوج الواثق إحدى بنات المأمون ، وتزوج المتوكل ابنة المأمون وابنة العباس بن علي بن المهدي (٢). وكان بعض الخلفاء يجرون على زوجاتهم وأولادهم مبالغ ضخمة (٣) ، وذكرت علاقة بعض الخلفاء برجال من نسل الخلفاء العباسيين الأول فكان صالح بن علي بن يعقوب بن أبي جعفر صاحبا للمهتدي ؛ وهبة الله بن إبراهيم المهدي ممن يجالس المعتمد والفضل ابن العباس أثيرا عند المعتز (٤) ، وذكر ابن حزم أن كلا من هارون بن محمد (ت ٣٢٧) من أحفاد عيسى بن موسى ، وسليمان بن علي الذي ألّف كتابا عن نسب العباسيين (٥).
ولما ذهب المتوكل إلى الشام صحبه بعض الهاشميين (٦) ؛ وكان المقدمون في زمن المهتدي الهاشميين والقضاة وأصحاب المراتب (٧). ووردت إشارات إلى ما كان يجري في سامرّاء للهاشميين ، ويقصد بهم العباسيون ، فقد أقطع المتوكل جماعة من الكتّاب والقواد ، ودفع المعتصم لإبراهيم بن المهدي خمسين ألف دينار (٨) ، وذكر اليعقوبي أن المعتصم أقطع عند الحير جماعة منهم الهاشميون ، وذكر الصابي أنه كانت لهم أرزاق قطعها محمد بن عبد الله بن طاهر تأولا وكان الجاري لهم ثلاثين دينارا في الشهر ، وكان عددهم في زمن المستعين أربعة آلاف (٩).
__________________
(١) التاريخ لليعقوبي ٣ / ٢٠٩.
(٢) جمهرة النسب لابن حزم ١٧٢.
(٣) نفقات الدولة العباسية للزهراني ١٧٢.
(٤) جمهرة النسب لابن حزم ٢٤.
(٥) المصدر نفسه ٣٣.
(٦) بغية الطلب لابن العديم ١٠ / ٤٦.
(٧) الطبري ٣ / ١٣٩٤.
(٨) البلدان لليعقوبي ٢٦٦.
(٩) الوزراء للصابي ٦٥.