العلويون
إن تعبير «الهاشميون» يشمل العباسيين والعلويين الذين كان لهم في توجهاتهم السياسية تياران متباينان ، أحدهما الذي يتبناه المشايعون لزيد بن علي في موقفه المعتدل في الحكم على أبي بكر وعمر ، ولكنهم يرون وجوب مقاومة السلطان الذي لا يرتضونه بالسلاح ، وكانوا أقوى محرك للثورات العلوية على العباسيين. والتيار الثاني هو الذي يتبناه من سمّوا الاثني عشرية ، وموقفهم متشدد في الحكم على أبي بكر وعمر ، ولكنهم لا يؤيدون الثورات المسلحة (١) ، فمعارضتهم فكرية سلمية. وأشارت المصادر إلى الموقف المعتدل تجاههم لكلّ من هارون الرشيد (٢) ، والمأمون الذي استقبل وفدا منهم لدى عودته إلى بغداد وقال لهم تناسوا (٣) ، وأعلن التبرؤ من ذكر معاوية وتفضيل علي ، ونصح المعتصم بعد تسميته وليا للعهد بأن يحسن إلى السيّىء من العلويين وبمتابعة دفع صلاتهم فإن حقوقهم تجب من وجوه شتى (٤) وردّ إليهم فدك (٥).
لم يذكر للمعتصم والواثق موقف متشدد من العلويين الذين لم يزجوا أنفسهم في قضية خلق القرآن ، ويذكر الطبري أن عمر بن فرج كان يتولى أمرهم وكان يجري عليهم الرزق (٦). فلما ولي المتوكل الخلافة شدد على العلويين ، فهدم قبر الحسين وما حوله من المنازل والدور ؛ فتفرقوا (٧). ولما ولي المنتصر أظهر الميل إلى العلويين ، وترك البحث عن أخبارهم ، وأباح لهم زيارة قبر الحسين وأطلق أوقافهم (٨). وأيد العلويون المستعين في نزاعه مع المعتز.
__________________
(١) الطبري ٣ / ٦٠٥.
(٢) بغداد لطيفور ١٥.
(٣) المصدر نفسه ٦٩.
(٤) الطبري ٣ / ١١٣٩.
(٥) فتوح البلدان ٤٢ ـ ٤٣ ؛ تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٦٩ ؛ معجم البلدان ٤ / ١٥٤.
(٦) الطبري ٣ / ١٥٢٦.
(٧) م. ن ٣ / ١٤٠٦.
(٨) م. ن ٣ / ١٥٦٣ ، ١٥٦٨ ؛ مروج الذهب ٤ / ٢٠٥١.