الفصل العاشر
أهل الدواوين والوجهاء
الدواوين والكتاب
اقتضى اتخاذ سامرّاء مقرّا دائما للخلفاء أن تنتقل فيها المؤسسات الأمنية المتصلة بالخلافة بما فيها الحجابة والحراسة ، والمؤسسات المتعلقة بإدارة الدولة وماليتها العامة وتشمل المكاتبات والجبايات والنفقات ؛ وقد أشارت إلى ذلك المصادر ، فيقول اليعقوبي إن المعتصم لما أراد الإقامة بالقاطول قبل بنائه سامرّاء «أقطع القواد والكتاب والناس ، فابتنوا حتى ارتفع البناء ولما شيد سامرّاء اختط أماكن قصوره ، ثم احتفظ القطائع للقواد والكتّاب والناس ، وخط المسجد الجامع ، وخط الأسواق (١). وذكر المسعودي أنه عندما شيّدت سامرّاء نقلت إليها الدواوين والعمال وبيوت الأموال. إضافة إلى الدواوين المحلية المتعلقة بسامرّاء (٢). ونصّت بعض المصادر على الدواوين التي كانت في سامرّاء ومواقعها ، فذكر اليعقوبي في تاريخه «مال الخراج والضياع والبريد والمعاون» (٣) ، وذكر في كتاب البلدان خلال كلامه عن شارع السريجة وهو الشارع الأعظم «كانت القطائع تمر إلى ديوان الخراج الأعظم ، وهو في هذا
__________________
(١) البلدان ٢٥٨.
(٢) التنبيه والإشراف ٣٢١.
(٣) تاريخ اليعقوبي ٣ / ٢١٣.