وفيه قطيعته وقطيعة أبي الوزير (١) ، ولعله أفردهم عن قطائع بقية المغاربة ليميز مكانة أصحابها ، وأنها لم تكن كبيرة ، علما بأنه لم يذكر من قطيعة المغاربة على دجلة قطيعة لأحد.
إن هذين النصين يظهران أن المغاربة كانوا متواجدين منذ أول تخطيط سامرّاء ، وأن قطائعهم كانت في موضع فيه منشآت لها أهمية سياسية وأمنية ، هي الجوسق ودوائر الدولة والسوق ، ولابدّ أن المعتصم اختار لهم هذا المكان لثقته بإخلاصهم ، وإدراكه إمكان انسجامهم مع أهل الفرضة والسوق ، ومراجعي الدوائر ، فوجودهم في هذا المكان لا يثير مشاكل كالتي أثارها الأتراك في بغداد عندما أراد إيطانهم فيها.
ورد في أخبار الحوادث ذكر أربعة من رجال المغاربة هم مبارك المغربي وراشد المغربي ، ويحيى العكي وزيلة المغربي ، فأما مبارك فقد وجّهه المتوكل لاستخراج أموال إبراهيم عبد الحميد ، (٢) وذكر الطبري أن داره عند دار حبش في سامرّاء (٣). وأما راشد فإن المتوكل وجهّه لقبض أموال محمد بن عبد الملك الزيات (٤) وهذا يظهر مكانتهما عند المتوكل ، وقيامهما ببعض الأعمال الإدارية الانضباطية. غير أن المصادر لم تذكر العشيرة التي ينتسبان إليها. وذكر حفيد حاجب النعمان أن المعتصم لما نزل سرّ من رأى ولّى راشد المغربي كورتين تتصلان بسرّ من رأى هما تكريت والطيرهان اللتان أخرجهما من الموصل ، وأبقى إلى ما ينسب إلى الموصل سبع كور (٥). أما يحيى العكي فقد ذكره الطبري في حوادث حصار قوات المعتز للمستعين عندما تحصن في بغداد ، (٦)
__________________
(١) البلدان ٢٦١.
(٢) الطبري ٣ / ١٣٥٤.
(٣) م. ن ٣ / ١٥٠٥.
(٤) م. ن ٣ / ١٣٥٤.
(٥) الوزراء.
(٦) الطبري ٣ / ١٥٠٥.