أما الحسن بن علي المأموني فهو منسوب إلى بادغيس ، مما يدل على أن أصله منها ، وكان من رجال المأمون من قبل أن يظهر الخلاف بينه وبين الأمين ، وشارك في الجيش الذي أرسله المأمون بقيادة طاهر بن الحسين لمقاتلة الأمين ، وفي ضم الري إلى المأمون (١) ، وفي السيطرة على سوق الأهواز (٢) ، ثم على المدائن (٣) ، ثم في حصار بغداد (٤) ، وفي إخماد ثورة أبي السرايا (٥) ، وهذه الحوادث جرت قبل بناء سامرّاء بحوالى عشرين سنة ، مما يدل على أنه كان متقدما في السن عندما تأسست سامرّاء.
أما عجيف بن عنبسة فكان من مشيخة الأبناء في خراسان (٦) ، وانضم إلى جيش المأمون عندما كان يخمد ثورة رافع بن الليث ، (٧) وشارك في إخماد ثورة أهل قم (٨) ، وثورة بعض الخوارج ، (٩) وكان من قواد المأمون البارزين عندما غزا الروم (١٠) ، وقاد جيوش الخلافة التي أخمدت ثورة الزّنج في أواخر خلافة المأمون (١١) ، ثم كان من قواد المعتصم عندما توغل في بلاد الروم وفتح عمورية سنة ٢٢٣ (١٢) ، وساند العباس بن المأمون في مؤامرته على المعتصم (١٣) ، فألقي القبض عليه ، ومات بصورة غامضة في باعيناثا (١٤).
__________________
(١) الطبري ٣ / ٧٧٨.
(٢) م. ن ٣ / ٨٥٣.
(٣) م. ن ٣ / ٨٦٠.
(٤) م. ن ٣ / ٩١٧.
(٥) م. ن ٣ / ٨٦.
(٦) م. ن ٣ /
(٧) م. ن ٣ / ٧٣٢.
(٨) م. ن ٣ / ١٠٨٢.
(٩) م. ن ٣ / ١١٠٢.
(١٠) م. ن ٣ / ١١٠٣ ، ١٢٦٤.
(١١) م. ن ٣ / ١١٦٧.
(١٢) م. ن ٣ / ١١٦٧.
(١٣) م. ن ٣ / ١٢٥١ ، ١٢٦٤.
(١٤) م. ن ٣ / ١٢٦٥.