الأتراك جاورهم الفراغنة والأشروسنية وغيرها من مدن خراسان على قدر قربهم من بلدانهم» (١) وكما ذكر «أن في شارع الحير أخلاطا من الناس من قواد الفراغنة والأشروسنية والأشتاخنجية وغيرهم من سائر كور خراسان» (٢).
وذكر المسعودي «رجال خراسان» من الفراغنة وغيرهم من الأشروسنية (٣).
يتردد في أخبار الحوادث إبّان إقامة الخلفاء العباسيين في سامرّاء ذكر جماعتين متميزتين من أهل بلاد آسيا الوسطى هما الفراغنة ، وكان لكلّ منهما في تلك الحوادث دور ذكره المؤرخون وهو أنهما كانتا جماعات متميزة عن الأتراك علما بأنهما يذكران مع الأتراك والأشروسنية في معظم الحوادث والاضطرابات مما يدل على صلاتهما المشتركة عند إنشاء سامرّاء ثم أصبحتا كتلة متميزة عن الأتراك ، وإن لم تنقض كليا عنها.
كان الفراغنة قد شاركوا في قتال بابك الخرمي ، وعندما حاصره الأفشين ، وجه بشيرا التركي وقوادا من الفراغنة ليبيّتوا بابك في مخبأه (٤). وفي حوادث غزو المعتصم للروم وفتحه عمورية ذكر عمر بن أريحا الفرغاني ، (٥) وكان فيها يقاتل مع عجيف بن عنبسة ، (٦) ومع اأشاس ، (٧) وكان ممن أيد العباس بن المأمون في مؤامرته على المعتصم فقتله المعتصم وفشلت المؤامرة إلا أن أول ذكر للفراغنة كجماعة متميزة ترجع إلى زمن المتوكل ، (٨) الذي جفاهم فعمل المنتصر على اجتلابهم. وفي هذا يقول المسعودي : كان المنتصر لا يبعد المتوكل أحدا إلا اجتذبه ، فاستمال قلوب الأتراك وكثيرا من الفراغنة والأشروسنية (٩) ولا بدّ أن هذا
__________________
(١) البلدان ٢٦٧.
(٢) المصدر نفسه ٢٦٣.
(٣) مروج الذهب ٤ / ٤٦٢.
(٤) الطبري ٣ / ١٢٤٦ ـ ١٢٥٦.
(٥) م. ن ٣ / ١٢٣٢.
(٦) م. ن ٣ / ١٢٦٧.
(٧) م. ن ٣ / ١٢٣٨.
(٨) م. ن ٣ / ١٢٣٤.
(٩) مروج الذهب ٤ / ٥٩.