خراسان (١) وبعد ستة أشهر ولي ابنه عبد الله بن طاهر مصر ومحاربة نصر بن شبث الخارجي (٢). ولم يقض طاهر في ولاية المشرق طويلا إذ توفي سنة ٢٠٧ (٣). فولى المأمون مكانه ابنه عبد الله بن طاهر (٤) ، غير أن عبد الله بن طاهر بقي في الشام يحارب نصر بن شبث خمس سنوات (٥) ، واستخلف أخاه طلحة على خراسان وابن عمه إسحاق بن إبراهيم على مدينة السلام (٦).
أما القضاء في بغداد فقد تتابع عليه عدد لم يبق أكثرهم في عمله أكثر من سنة ، فولى قضاء مدينة المنصور محمد بن سماعة ثم إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة ثم بشر بن الوليد الكندي ، وجعل على قضاء الشرقية ، ويمتد سلطانها على جنوب المدينة المدوّرة ، محمد بن أبي رجاء الخراساني ، ثم محمد بن سماعة ، ثم عكرمة السرخسي ، فحفص بن غياث ، فالحسين الصوفي. وجعل على قضاء الجانب الشرقي فتيبة بن زياد الخراساني. ثم محمد بن عمر الواقدي ، فمحمد بن عبد الرحمن المخزومي فبشير بن الوليد الكندي ، فجعفر ابن عيسى الحسني ، فهارون الزهري.
في كتب التاريخ والآداب معلومات كثيرة متفرقة عن اهتمامات المأمون في السنوات العشر التي أقام خلالها في بغداد ، يتبين منها حرصه على الاجتماع بالفقهاء والمتكلمين وأهل الأدب والشعر ؛ فيروي طيفور قائلا : «لما دخل المأمون بغداد وقرّ بها قراره ، أمر أن يدخل عليه من الفقهاء والمتكلمين وأهل العلم جماعة يختارهم لمجالسته ومحادثته ، واختير له من الفقهاء مائة رجل ، فما زال يختارهم طبقة بعد طبقة حتى حصل على عشرة منهم أصحاب أحمد ابن أبي دواد وبشر المريسي ، كما كان يسمي له قوم من أهل الأدب
__________________
(١) طيفور ١٤٩.
(٢) م. ن ١٣.
(٣) م. ن ١٧ ، ٢٩.
(٤) م. ن ١٥ ، ٢٠.
(٥) م. ن ١٨.
(٦) م. ن ٧٢.