أسد يشتري بعضهم من بلاد ما وراء النهر ، وكان عددهم قبل أن تقضي عليه الخلافة ثلاثة آلاف ، ولعل عددهم بلغ أربعة آلاف عندما ولي الخلافة ، وأنه كانت كل مجموعة من مجموعاتهم الأربع في سامرّاء تبلغ ألفا عليهم قائد.
عدد الأتراك :
يروي علي بن يحيى المنجم ، لما استتم المعتصم عدة علمائه الأتراك بضعة عشر ألفا ، وعلق له خمسون ألف مخلاة على فرس وبرذون وسرج (١) ، أن هذا العدد أكبر بكثير من العدد الذي ذكرته المصادر التي ذكرناها أعلاه والتي قدرت بين ثلاثة وأربعة آلاف ، ولا يمكن أن يرجع إلى تزايدهم بهذا المقدار الكبير إنشاء سامرّاء.
يروي الطبري أن المستعين عاتب الأتراك عندما نقموا عليه وقال لهم : «ألم ترفعوا إليّ في أولادكم ، فألحقتهم بكم ، وهم نحو من ألفي غلام ، وفي بناتكم فأمرت بتصييرهن في عداد المتزوجات وهن نحو أربعة آلاف امرأة في المدّركين والمولودين. وكل هذا قد أجبتكم إليه ، وأدررت لكم الأرزاق حتى سبكت لكم آنية الذهب والفضة ومنعت نفسي لذتها وشهوتها (٢). إن هذه الأرقام المعتمدة على السجل في الديوان لا تجعل تقدير الرجال أكثر بكثير من أربعة آلاف.
ويلاحظ أن المعتصم وزّع الأتراك في أربع مجموعات خططية ، مما قد يشير إلى أن كل مجموعة كانت تتكون من قرابة ألف مقاتل.
__________________
(١) تاريخ بغداد للخطيب ٣ / ١٤٦.
(٢) الطبري ٣ / ١٥٤٤.