وذكر ابن خرداذبه أن كور الموصل الطيرهان وتكريت والسن وباجرمي والبوازيج ، وكان ارتفاعها في عبرة سنة ٢٠٤ سبعمائة وثمانين ألف درهم.
وذكر في مكان آخر أن وظيفتها تسعمائة ألف. وتجدر الإشارة إلى أنه كانت من كور الموصل شهرزور والصامغان وارتفاعها ٠٠ ، ٧٥٠ ، ٢ درهم. وكانت من كور الموصل في الجانب الشرقي الحديثة وحزة وبهدرا والمعلة والحناية وأواسط ارتفاعها ٠٠٠ ، ٣٠٠ ، ٦ درهم. وكانت من الموصل كور الجزيرة ، ونينوى والمرج (١).
لا يستبعد اعتماد المعتصم في اختيار رقعة الأرض على التنبؤ الذي ذكر في اختيار رقع مدن أخرى ، ففي اختيار موقع الفسطاط يروي ابن عبد الحكم أن عمرو بن العاص لما أراد التوجه إلى الإسكندرية لقتال من بها من الروم أمر بنزع فسطاطه فإذا فيه يمام قد فرّخ ، فقال عمرو بن العاص لقد تحرّم منا بمتحرّم فلما قفل المسلمون من الإسكندرية فقالوا الفسطاط لفسطاط عمرو الذي كان قد خلّفه (٢).
ولما بحث أبو جعفر المنصور عن موقع المدينة التي اعتزم تأسيسها اختار المكان ، وثبّت عزمه مشورة راهب قال له تجدون في كتبكم أنه تبنى ههنا مدينة؟ قال الراهب : نعم ، يبنيها مقلاص ، قال أبو جعفر المنصور : أنا كنت أدعى مقلاصا في حداثتي ، قال فأنت صاحبها ، وكذلك لما أراد أن يبني الرافقة بأرض الروم احتج أهل الرقة ، وأرادوا محاربته ، وقالوا تعطل علينا أسواقنا ، وتذهب بمعاشنا وتضيق منازلنا ، فهمّ بمحاربتهم ، وبعث إلى راهب في الصومعة ، فقال : هل عندك علم أن يبنى هاهنا مدينة؟ فقال له : بلغني أن رجلا يقال له مقلاص يبنيها ، قال أنا مقلاص (٣). فبناها على بناء مدينة بغداد ، سوى السور وأبواب الحديد وخندق منفرد.
__________________
(١) المسالك لابن خرداذبة ٩٤ ؛ الخراج لقدامة بن جعفر ٢٤٥ ؛ وانظر عن كور الموصل تاريخ الموصل للازدي.
(٢) فتوح مصر ٩١ ، وانظر الفصل الذي كتبناه في كتابنا «عمر بن عبد العزيز» عن هذه التنبؤات.
(٣) الطبري ٣ / ٢٧٦.