الفصل الخامس
المنطقة ومعالمها
منطقة سامرّاء
شيدت سامرّاء في منطقة من كورة الطيرهان (١) وكانت قبل خلافة المعتصم من كور الموصل في أقصى جنوبيها وتتاخم إقليم العراق الذي كان حدّه الأعلى في الجانب الشرقي الطيرهان من طسوج برز بينه جسابور ، وبإزائها من الجانب الغربي حربي من طسوج مسكن (٢). ولما شيد المعتصم سامرّاء أدخل تعديلات في التقسيمات الإدارية ، فذكر حفيد حاجب النعمان أن الموصل كانت ثماني عشرة كور وكان خراجها يجري مع المغرب ، ثم أخرج منها المهدي ثلاث كور هي شهر زور والصامغان وداريا ، وأخرج منها المأمون أربع كور هي باجرما وخانيجار والكرخ ودقوقا ، ثم استخلف المعتصم فلما نزل سرّ من رأى ولي راشد المغربي كورتين تتصلان بسرّ من رأى ، وهما تكريت والطيرهان وأخرجهما من الموصل ، وبقي من كور الموصل ما ينسب إليها وهي سبع كور ويذكر كذلك «فأما سرّ من رأى ، فمحدثة ابتناها المعتصم وضم إليها دقوقا وخانيجار وما يجري مع ذلك من طريق الموصل» (٣).
إن أبرز المعالم التي تحدد منطقة سامرّاء من شرقيها هي القاطول الأعلى الكسروي الذي يدل اسمه على أنه كان قائما منذ أيام الساسانيين ، يبلغ طوله من مأخذه من دجلة في الشمال إلى حصن القادسية في الجنوب أربعين كيلومترا.
__________________
(١) التنبيه والإشراف ٣٠٩.
(٢) المصدر نفسه ٣٥ الأعلاق النفيسة ١١٤٢.
(٣) الوزراء ١٢٢ ب.