قدّم سهراب أوسع وصف في الكتب العربية للقاطول الكسروي وما عليه من المعالم فقال «القاطول الأعلى الكسروي أوله أسفل دور الحارث بشيء يسير مماس لقصر المتوكل على الله المعروف بالجعفري ، وعليه هناك قنطرة حجارة ، ثم يمر إلى الإيتاخية وعليه هناك قنطرة كسروية ، ثم يمر إلى المحمدية وعليه هناك جسر زوارق ، ثم يمر إلى الأجمة قرية كبيرة ، ثم يمر إلى الشاذروان ، ثم يمر إلى المأمونية وهي قرية كبيرة ، ثم يمر إلى القناطر ، وهذه قرى عامرة وضياع متصلة ، ثم يمر إلى قرية يقال لها صولي وبعقوبا ويسمى هناك تامرا.
وفي الأطراف الجنوبية من منطقة سامرّاء تجري القواطيل الثلاثة وصف سهراب مجراها فقال : الثلاثة القواطيل أوائلها كلها موضع واحد أسفل مدينة سرّ من رأى بفرسخين بين المطيرة وبركوارا ، ويسمى الأعلى منها اليهودي وعليه قنطرة وصيف مادا إلى أن يصبّ القاطول الكسروي أسفل القناطر ، والثاني يقال له المأموني وهو الأوسط ويمر بقرى وضياع وهو طسوج من السواد ومصبه في القاطول الكسروي أسفل قرية القناطر. والثالث يقال له أبو الجند وهو الأسفل وهو أجلّها وأعمرها شاطئا يمر بين ضياع وقرى ويتفرع منه أنهار تسقي الضياع التي على شاطئ دجلة الشرقي ، ويصبّ أكثرها إلى دجلة ، ثم يمر إلى طفر وعليه هناك جسر ، ثم يمر في القاطول الكسروي فوق صلوى بأربعة فراسخ (١). إن هذين النصين المتكاملين هما أشمل ما في كتب البلدان يجري في الأطراف الشرقية من منطقة سامرّاء وهما يظهران أن القاطول الأعلى الكسروي هو أبرز معلم لحدودها الشرقية ، ولم تذكر المصادر دور الحارث ، ولعله خطأ من الناسخ وصوابه دور عربايا غير أن نص سهراب مقتضب ، تكمله معلومات إضافية وردت في كتب البلدانيين والمؤرخين ، ويتضح من حصيلتها أن الأطراف الشمالية الشرقية القاصية من منطقة سامرّاء فيها ثلاثة معالم عمرانية بارزة تدل أسماؤها على أنها كانت قائمة منذ ما قبل الإسلام ، وهذه المعالم هي الدور والكرخ والماحوزة.
__________________
(١) سهراب ١٥٠ ، وانطر معجم البلدان ٤ / ١٦.