الدور
فأما الدور فإن اليعقوبي يقول إن المعتصم أقطع أشناس الكرخ ، وأقطع أقواما آخرين ما فوق الكرخ وسماه الدور (١). ويقول إن المتوكل لما بنى المتوكلية «أقطع الناس بها القطائع وجعلها فيما بين الكرخ المعروف وبين القاطول المعروف بكسرى ، ودخلت الدور والقرية المعروفة بالماحوزة فيها ويقول في كلامه عن الجعفرية واتصل البناء من الجعفرية إلى الموضع المعروف بالدور ثم بالكرخ وسرّ من رأى مادا إلى الموضع الذي كان فيه ينزل ابنه أبو عبد الله المعتز ، ليس بين شيء من ذلك فضاء ولا فرج ولا موضع لا عمارة فيه ، فكان مقدار ذلك سبعة فراسخ» (٢) ويقول في مكان آخر «اتصل البناء من بلكوارا إلى آخر الموضع المعروف بالدور أربعة فراسخ» (٣). ويتبين من هذين النصين أن الدور كانت آخر حدود الإعمار في أوج توسع سامرّاء ، إلا أنه ذكر للمسافة بين بلكوارا والدور تقديرين : سبعة وأربعة فراسخ خلالها الدور والقطائع والمساجد والحمّامات.
ذكر البلاذري أن المعتصم عندما شيد سامرّاء أنزل أشناس مولاه فيمن ضم إليه من القواد كرخ فيروز ، وأنزل بعض قواده الدور المعروف بالعربائيين (٤). ويقول إن المعتصم أقطع فوق الكرخ وكان الدور وبنى لهم خلالها الدور والقطائع والمساجد والحمّامات ، وإن الدور والقرية المعروفة بالماحوزة دخلت في المتوكلية (٥) ، ويقول ياقوت دور عربايا بين سامرّاء وتكريت تعرف بدور عرباي (٦) ، ويذكر أن دير الطواوبي متصل بكرخ جدان يشرف على حدود آخر الكرخ على بطن يعرف بالبني ، فيه مزدرع يتصل بالدور وبنيانها وهي الدور
__________________
(١) البلدان ٢٥٩.
(٢) م. ن ٢٦٦ ـ ٧.
(٣) م. ن ٢٦٥.
(٤) فتوح البلدان ٢٩٦.
(٥) المصدر نفسه ٢٩٧.
(٦) معجم البلدان ٢ / ٦٥.