الإيتاخية والمحمدية :
يقول سهراب في وصف مجرى القاطول الكسروي بعد أن يمر مماسّا لقصر المتوكل على الله المعروف بالجعفري ، وعليه هناك قنطرة حجارة ، ثم يمر إلى الإيتاخية وعليه هناك قنطرة كسروية ، ثم يمر إلى المحمدية وعليه هناك جسر زوارق ثم يمر إلى الأجمة (١) ويتبين من هذا أن الإيتاخية ليست بعيدة عن الجعفرية ، وأن المحمدية في جنوبها. ولكنه لم يحدد الأبعاد بين هذه المعالم.
إن الإيتاخية منسوبة إلى إيتاخ ، وهو من القواد الأتراك (٢) وكان في الأصل مملوكا لسلام بن الأبرش فاشتراه المعتصم (٣) وكان من كبار القواد في حملة المعتصم على عمورية ، وكان مقرّبا للمعتصم وولّي اليمن ، وأرسل لحرب خارجي (٤) وكان كاتبه سليمان بن وهب ، وولّي الحج ، ثم غضب عليه المتوكل وقتله (٥) وذكر له اليعقوبي قطيعة قرب باب البستان في سامرّاء (٦).
ذكر ياقوت وقال البلاذري الإيتاخية تعرف بإيتاخ التركي ثم سماها المتوكل المحمدية باسم ابنه محمد المنتصر ، وكانت تعرف أولا بدير أبي الصفرة وهم قوم من الخوارج ، وهي بقرب سامرّاء (٧). ونقل ابن أبي أصيبعة في ترجمته سلمويه عن ابن الداية أن دير بني الصقر ، وهو الموضع الذي سمّي في أيام المعتصم والواثق بالإيتاخية ، وفي أيام المتوكل بالمحمدية (٨). لم أجد معلومات عن أبي الصفرة وديره ، وإنما ذكرت المصادر أن مما بنى المتوكل قصر بستان الإيتاخية وانفق عليه عشرة آلاف درهم (٩). ولما أمر المتوكل ببناء الماحوزة
__________________
(١) سهراب ١٢٧.
(٢) الطبري ٣ / ١٣٠٦.
(٣) البلدان ١٥٤.
(٤) الطبري ٣ / ١٣٢٨.
(٥) المصدر نفسه ١٣٣١ ، ١٣٣٥.
(٦) البلدان ٢٦٢.
(٧) معجم البلدان ٤ / ٤٣٠ ولم يرد النص في المطبوع من فتوح البلدان.
(٨) عيون الأنباء في طبقات الأطباء.
(٩) معجم البلدان ٣ / ١٧.