القادسية :
في جنوب المطيرة تقع القادسية ، يفصل بينها القاطول الذي يأخذ من دجلة من مكان بينهما وصف الشابشتي القادسية فقال إنها من أحسن المواضع لأهل الشراب ، ومناخا وللمطربين ، جامعة لما يطلب أهل البطالة والخسارة والمواضع بينها وبين سامرّاء كلها متنزهات وبساتين (١).
وذكر ابن الداية كنيسة القادسية (٢) ، وذكر البيروني عيد دير القادسية في الجمعة الثالثة من تشرين الثاني (٣) ، ولابدّ أنها قادسية سامرّاء. وفي القادسية يقع دير السويس على شاطئ دجلة بقادسية سرّ من رأى ، وبين القادسية وسرّ من رأى أربعة فراسخ ، والمطيرة بينهما ، وهذه النواحي كلها متنزهات وكروم ، والقادسية من أحسن المواضع وأنزهها (٤).
ونقل ياقوت عن البلاذري أن دير السوس «هو دير بناه رجل من أهل السوس وسكنه هو ورهبانه معه فسمّي به وهو بنواحي سامرّاء في الجانب الغربي (٥)». وذكر الشابشتي أن دير مارماري بسرّ من رأى عند قنطرة وصيف ، وهو دير عامر كثير الرهبان حوله كروم وشجر ، وهو من المواضع النزهة والبقاع الطيبة الحسنة (٦) ، وقنطرة وصيف على نهر اليهودي الذي يأخذ من القاطول من فوهته.
وأشهر ما في القادسية قصر بلكوارا وفيه يقول الشابشتي «وبالقادسية بنى المتوكل قصره المعروف بركوارا ، ولما فرغ من بنائه وهبه إلى ابنه المعتز وجعل اعذاره فيه ، وكان من أحسن أبنية المتوكل وأجلّها ، وبلغت النفقة عليه عشرين
__________________
(١) الديارات للشابشتي ١٥٠.
(٢) عيون الأنباء في طبقات الأطباء ٢٣٧.
(٣) الآثار الباقية للبيروني ١٠٥.
(٤) معجم البلدان ٣ / ٤٦٧ ، الشابشتي ١٥٠.
(٥) معجم البلدان ٣ / ١٣٣.
(٦) الشابشتي ١٤٩.