أبنية المتوكل. وتاريخ الابتداء منها ، والانتقال عنها (١). ويبدو أن النسخة التي طبعها دي غويه من كتاب فتوح البلدان ، وأعاد طبعها رضوان محمد رضوان وصلاح الدين المنجد غير كاملة إذ نقل ياقوت عن البلاذري معلومات عن بعض المعالم العمرانية في سامرّاء ومنطقتها غير موجودة في النسخة المطبوعة ؛ فمن ذلك نقله عن البلاذري «بيعة المطيرة محدثة بنيت في خلافة المأمون ونسبت إلى مطر بن فزارة الشيباني وكان يرى الخوارج» (٢) وقوله «الإيتاخية تعرف بإيتاخ التركي سماها المتوكل المحمدية باسم ابنه محمد المنتصر ، وكانت تعرف أولا بدير أبي صفرة ، وهم قوم من الخوارج ، وهي بقرب سامرّاء» (٣) وقوله «دير الطواويس وهو بسامرّاء بكرخ جدان يشرف عند حده آخر الكرخ على بطن يعرف بالبس فيه زروع ، يتصل بالدور وهو الدور المعروف بدور عربايا ، وهو قديم كان منظرة لذي القرنين ، ويقال لبعض الأكاسرة ، فاتخذه النساطرة ديرا في أيام الفرس» (٤).
تفرد اليعقوبي في كتابه البلدان بذكر تفاصيل عن سامرّاء ، فخصّها باثنتي عشرة صفحة وهي أكثر ما خصص لأي بلد بعد بغداد ، وتميزت معلوماته عنها بالشمول وكانت معتمد الباحثين المحدثين ، ولم تصلنا منه إلا نسخة واحدة طبعها دي غويه مكملة مع كتاب «الأعلاق النفيسة» لابن رسته. ولا نعلم فيما إذا كانت المعلومات الواسعة التي ذكرها كاملة ، إذ لم ينقل من المتأخرين ما كتبه عن سامرّاء غير عبد المنعم الحميري في كتابه «الروض المعطار» حيث نقل صفحات متطابقة مع المطبوع من كتاب «البلدان» وأغفل نقل معلومات أخرى وردت في المطبوع ، وقد نقل الحميري عنه ما كتبه عن القاطول (١٥٠) والجعفري (١٧٧) والجوسق (٨٢) وسامرّاء (٣٠٠).
رتب اليعقوبي معلوماته تبعا لتعاقبها الزمني ، فبدأ بالكلام عن أحوال موقعها ، واهتمام بعض الخلفاء العباسيين بها ، ثم تحدث عن الاهتمام بجلب
__________________
(١) فتوح البلدان ٩٦.
(٢) معجم البلدان ٤ / ٥٦٨.
(٣) م. ن ٤ / ٤٣٠.
(٤) م. ن ٢ / ٣٥.