الكلام عام عن أعمار البلاد. وهو يعبّر عن مثل عليا تذكر الأخبار أنه طبقها في حفر الأنهار والقيام بأعمال بارزة في ميادين الزراعة والإنتاج. ويظهر اهتمام المعتصم بالعمران في أعماله في بناء سامرّاء. وذكر الطبري «لم يكن للمعتصم لذة في تزيين القصور وكانت غايته فيه الأحكام (١)».
المهندسون :
ذكر اليعقوبي الذي قدّم أوسع المعلومات عن بناء سامرّاء أن المعتصم هو الذي اختار موقع المدينة ، كما ذكر أنه بعد أن استقر على اختيار الموقع واشترى الأرض «أحضر المهندسين فقال اختاروا أصلح هذه المواضع ، فاختاروا عدة مواضع للقصر (٢)».
لم تذكر المصادر عدد وأسماء المهندسين الذين يدل ظاهر النص أنهم كانوا يرافقونه ، ولعلهم أسهموا قبل ذلك في الإشراف على تشييد الأبنية في المراكز التي اختارها قبل استقراره على التشييد في سامرّاء. إنهم كانوا في الأصل من أهل بغداد وراعوا أحوال بغداد العمرانية وتأثروا بها ، وتحاشوا بعض ما كان في تخطيطها من أخطاء.
وفي المشرفين على العمل ذكر اليعقوبي فقال : «صير إلى كل رجل من أصحابه بناء قصر ، فصيّر إلى خاقان عرطوج أبي الفتح ، بناء الجوسق الخاقاني ، وإلى عمر بن فرج بناء القصر المعروف بالعمري ، وإلى أبي الوزير بناء القصر المعروف بالوزيري (٣). وهذا النص يظهر أن عمل المهندسين اقتصر على اختيار مواضع القصور ، أي إنه عمل تخطيطي وليس اختياريّا ، وأن هذه القصور صمّمت على أن تكون متفرقة في عدة مواضع. ولم ترد إشارة إلى القواعد التي راعوها في الاختيار ، ولا نعلم على التقريب مواضع أكثر هذه
__________________
(١) الطبري ٣ / ١٣٢٦.
(٢) البلدان ٢٥٨.
(٣) المصدر نفسه ٢٥٨.