القصور ، والراجح أنهم راعوا بالدرجة الأولى مواقعها في التخطيط العام للمدينة.
لم تذكر المصادر أسماء واضعي التخطيط العام للمدينة ، إنما ذكر اليعقوبي أن المعتصم هو الذي وزع القطائع على أصحابها ، وهذا عمل إداري ، ولابدّ أنه تم بعد وضع التخطيط العام الذي من المحتمل أن المهندسين وضعوا أسسه ثم أقرّه المعتصم.
التخطيط :
كان التخطيط العام لسامرّاء يختلف عن بغداد ، ولعل من أبرز العوامل المؤثرة في ذلك أنه لم تكن فيها تضاريس ومعالم تحدد ذلك التخطيط أو تتحكم فيه ما عدا دجلة في غربيها ومجراه العميق وجرفه العالي الذي أعان على عدم تعرّض سامرّاء للغرق الذي كان يهدد بغداد.
وأرض سامرّاء متموجة ، وفيها وديان ذكر اليعقوبي منها وادي إسحاق بن إبراهيم «لأن إسحاق انتقل من قطيعته في أيام المتوكل فبنى على رأس الوادي وكان الشارع الأعظم وهو السريجة ممتدا من المطيرة إلى هذا الوادي ، ووادي إبراهيم بن رباح الذي ينتهي به الشارع الغربي شارع أبي أحمد. كما ذكر واد يتصل بوادي إبراهيم بن رباح فينتهي عنده الشارع الرابع وهو شارع برغامش وأول هذا الشارع من المطيرة إلى هذا الوادي ، وهذه الوديان قرب المطيرة ، أي إن هذه الشوارع المتصلة بالوديان تقع بعيدة عن دجلة وتمتد بينها وبين المطيرة.
كانت الشوارع المحاور الأساسية في تنظيم تخطيط المدينة ولابدّ أنها كانت واسعة لتكفي سير السابلة والخيل. ومن المحتمل أنها كانت متشابهة في العرض والراجح أنها كانت متوازية ، ولا يوجد ما يشير إلى أنها كانت متقاطعة ، وإنما تتعامد عليها دروب لابدّ أن كلا منها أقصر وأضيق من الشارع العام وبعضها