جامع المتوكل :
ذكر اليعقوبي أن الجامع القديم الذي بناه المعتصم «لم يزل يجمع فيه إلى أيام المتوكل فضاق على الناس ، فهدمه وبنى مسجدا جامعا واسعا في طرف الحير ، المسجد الجامع والأسواق من أحد الجانبين ، ومن الجانب الآخر القطائع والمنازل وأسواق أصحاب البياعات الدنيّة مثل أصحاب الفقاع والهرائس والشراب» (١).
وذكر البلاذري أن المتوكل بنى مسجدا جامعا كبيرا ، وأعظم النفقة عليه ، وأمر برفع منارته لتعلو به أصوات المؤذنين فيها ، وحتى ينظر إليها من فراسخ ، فجمع الناس فيها وتركوا المسجد الأول (٢).
وذكر ابن الجوزي أن في سنة ٢٣٢ ابتدىء ببناء الجامع بسامرّاء ، وأنه في سنة ٢٤٧ ، كمل بناء جامع سامرّاء ، وقد ابتدئ سنة ٣٧ ، وبلغت النفقة عليه ثلاثمائة ألف وثمانية آلاف ومائتين واثني عشر دينارا ، وإنما هذه النفقة على البنّائين والنجارين وما شاكل ذلك. وحملت القصة الحجارة التي في الصوان من باب الحرة في الهاروني على عجل ومرّ بها الفيلة التي كانت للمتوكل ، وأنفق مع ذلك في حمولها إلى أن دخلت المسجد ألف وخمسمائة دينار ، ولولا الفيلة لأنفق ضعف ذلك. واستعمل الطوابيق الزجاج التي في المقصورة وهي ألفان وأربعمائة طابق بألفين وأربعمائة دينار ، وأنفق على الأطواق الستة التي جعلت ربحان لها ألفين وأربعمائة دينار (٣).
وأشار المقدسي إلى جامع سامرّاء وذكر أنه جامع كبير يختار على جامع
__________________
(١) البلدان ٢٦٠.
(٢) فتوح البلدان ٢٩٧ ، معجم البلدان ٣ / ١٧.
(٣) المنتظم لابن الجوزي ، حوادث سنة ٢٣٢.