الحير الجديد الذي ذكره اليعقوبي وقال إن فيه أخلاطا من الناس من قواد الفراغنة والأشروسنية والأشناخنجية وغيرهم من سائر كور خراسان ، وإن هذا الشارع يقع خلف شارع الأسكر (١).
وذكر اليعقوبي أيضا أن المعتصم «أقطع وصيفا مما يلي الحير ، وبنى حائطا سماه حائر الحير ممتدا» (٢). وقال أيضا : «وهذه الشوارع التي من الحير كلما اجتمعت إلى إقطاعات لقوم هدم الحائط وبنى خلفه حائطا غيره ، وخلف الحائط الوحشي من الضباء والحمير الوحشي والإيل والأرانب والنعام وعليها حائط يدور في صحراء حسنة» (٣). وذكر أيضا أن المتوكل «زاد في شوارع الحير شارع الأسكر والشارع الجديد ، وبنى المسجد في أول الحير في موضع واسع خارج المنازل ، لا يتصل به شيء من القطائع والأسواق (٤)».
تظهر هذه النصوص أن الحير كان محاطا بحائط لم يبق محله ثابتا ، وإنما كان بين الفينة والأخرى يهدم ليبنى خلفه حائط غيره ، وأن المنازل والإقطاعات كانت ملاصقة للحائط.
ذكر الطبري أن بابك لما جيء به إلى المطيرة «لم يصبر المعتصم حتى ركب إليه بين الحائطين فدخل إليه متنكرا» (٥). وذكر الطبري أن الأتراك في زمن المهتدي «لزموا الحير حتى خرجوا مما يلي الحائطين ، ثم خرجوا ، فأما مفلح وواجن ومن انضم إليهما فسلكوا شارع بغداد حتى بلغوا سوق الغنم ، ثم عطفوا إلى شارع أبي أحمد ، حتى لحقوا بجيش موسى. وأما موسى وجماعة القواد «فإنهم سلكوا على سمت شارع أبي أحمد ، حتى صاروا إلى الوادي ، وانصرفوا إلى الجوسق» (٦).
__________________
(١) البلدان ٢٦٢.
(٢) المصدر نفسه ٢٥٨ ولعل في هذه المنطقة دار صالح بن وصيف الذي تلقاه ربع القبة (الطبري ٣ / ١٨٠٩ وانظر المصدر نفسه ٣ / ١٨٠٧).
(٣) البلدان ٢٦٢.
(٤) المصدر نفسه ٢٦٥.
(٥) الطبري ٣ / ١٢٢٠.
(٦) المصدر نفسه ٣ / ١٨٠٧.