إن «الحائطين» معلم عمراني واضح لعل المقصود بهما الحائط القديم الذي هدم بسبب تزايد المنازل قربه ، والحائط الجديد الذي استقر بعد المتوكل ، وفي أي حال فإن هذين الحائطين كانا من جهة المعمور من سامرّاء ، وجنوبي المسجد وبينه وبين شارع أبي أحمد يقع شارع بغداد وسوق الغنم ، وكل هذه المعالم في جهة الجوسق.
ورد في الأخبار ذكر «باب الحير» مفردا مما يدلّ على أنه لم يكن للحير باب غيره ، وذكر الطبري باب الحير الذي يلي قبلة المسجد الجامع. فلما صار إلى حدّ المنارة (١) أي إن باب الحير في الجنوب الغربي من الجامع. وذكر الطبري أيضا «باب الحير الذي يلي القطائع من الجوسق (٢) ، أي إن باب الحير يواجه القطائع والجوسق. ومما يؤيد الصلة المكانية بين الحير والجوسق قول الطبري إن إسحاق بن كنداج «نزل الجوسق المطل على الحير» (٣).
وفي خارج باب الحير يقع باب ياجور (٤) ، «وكان موسى بن بغا حمل من كان على حرسه وراء المهتدي من الجوسق إلى باب ياجور» (٥).
وفي الطبري نصان يدلان على أن باب الحير بين الجوسق والكرخ فذكر أن المهتدي وجّه موسى في زهاء خمسمائة فارس فوقفوا على باب الحير بين الجوسق والكرخ (٦) ، وذكر أن موسى خرج من باب الحير الذي يلي القطائع بين الجوسق والكرخ فعسكر هناك (٧).
وبالقرب من باب الحير يقع القصر الأحمر ، فيذكر الطبري أن موسى بن بغا «أخذ في الحير عبء أصحابه ميمنة وميسرة وقلب في السلاح حتى صار إلى باب الحير مما يلي الجوسق والقصر الأحمر» (٨). وفي إحدى الروايات أن
__________________
(١) الطبري ٣ / ١٨٠٧.
(٢) ن. م ٣ / ١٨١٠.
(٣) ن. م ٣ / ١٨٠٤.
(٤) ن. م ٣ / ٢٠٤٠.
(٥) ن. م ٣ / ١٧٨٩.
(٦) ن. م ٣ / ١٨٤٨.
(٧) ن. م ٣ / ١٨٠٢.
(٨) ن. م ٣ / ١٨٠٤.