وعقد جسرا واحدا يربط بين الجانبين الشرقي الغربي ،
وعلى هذه الشوارع القطائع ، وبينها دروب لم تذكر أسماؤها.
إن اثنين من هذه الشوارع مسمّيين برجلين من الأسرة العباسية هما أبو أحمد بن الرشيد ، وصالح العباسي الذي لم أتحقق من هويته ، وشارعا واحدا باسم برغامش التركي ، وشارعين سميا باسم موضعهما الخليج والحير ، واثنين من هذه الشوارع سمّيا باسم غريب (هما شارع السريجة ، وشارع الأسكر) وذكر الآبي شارع السرى لم يذكره اليعقوبي ، ولم يسمّ المعتصم شارعا باسمه أو باسم أحد أولاده أو البارزين من رجال الإدارة. إن هذين الشارعين ضبطت رسمهما المخطوطات التي اطّلعت عليها ، وليس لهما معنى لغوي ، وفيما عدا ما ذكره الآبي ، فإن المصادر لم تذكر أسماء شوارع قد تصوّب ما جاء في كتاب البلدان لليعقوبي وتبقى هذه التسميات الغريبة لهذين الشارعين مثار شك لأنها لا تنسجم مع أي تفسير منطقي. أما شارع السريجة فقد مرّ ذكره.
تطور العمران والشوارع زمن المتوكل
عني المتوكل منذ توليه الخلافة بالإعمار وبناء القصور ، وأعاد تنظيم إعمار سامرّاء «فاتصل البناء من بلكوارا إلى آخر الموضع المعروف بالدور مقدار أربعة فراسخ ، وزاد في شوارع الحير وشارع الأسكر الشارع الجديد ، وبنى المسجد الجامع من أول الحير في موضع واسع خارج المنازل لا يتصل به شيء من القطائع والأسواق» وجعل الطرق إليه من ثلاثة صفوف واسعة عظيمة من الشارع الذي يأخذ من وادي إبراهيم بن رباح ومن كل صف حوانيت فيها أصناف التجارات والبياعات وعرض كل صف مائة ذراع بالذراع السوداء.
ومد الشارع الأعظم من دار أشناس التي بالكرخ ، وهي التي صارت للفتح ابن خاقان مقدار ثلاثة فراسخ إلى قصوره .. وأقطع الناس يمنة الشارع ويسرته ، وجعل عرض الشارع الأعظم مائتي ذراع ، وقدر أن يحفر من جنبي الشارع نهرين يجري فيهما الماء من النهر الكبير .. واتصل البناء من الجعفرية إلى