(١)
.. الوصول إلى أرومية ـ العشائر الكردية وعبثها ـ البلباس ـ مير راوندوز ـ رحلة الدكتور روص إلى المير ـ مقارنة بين القرى التركية والكردية ـ دمدم مقر المير الكبير (الأب) ـ أخلاق الناس ـ لباسهم وأزياؤهم ـ عاداتهم ـ عمى المير الكبير ـ إخوان المير ـ الخرافات ـ عدم إقراء الضيف ـ الوحشية والشجاعة ـ قوانين المير وعدالته ـ العقوبات الصارمة ـ الجيش في الميدان ـ الاستيلاء على عقرة ـ إخضاع العمادية ـ ذهاب الدكتور روص إلى معسكر المير ـ مواجهته للمير والتحدث معه ـ معسكر المير ـ عودة الدكتور روص ـ شخصية المير وأخلاقه ـ محاولاتي للاتصال به ـ عدم توفقي في ذلك ـ توجهي إلى بغداد عن طريق السليمانية.
أرومية ١٧ تشرين الأول ١٨٣٤ م
إن سفرة ثلاثة أيام يا عزيزتي ـ من القرية التي حرّرت فيها رسالتي السابقة إليك قد أوصلتني إلى هذه المكان الجميل ، العريق في القدم ، الذي يعتبر مسقط رأس زرادشت المشهور. إذ يقع طريقنا من طسوج إلى هنا في منطقة سلماس وسهلها ، وهي من أجمل المناطق في أذربيجان.
... وتسيطر على هذه البلاد في الحقيقة عشائر متوحشة خارجة عن الطوق ، لا يضع حدّا لتصرفاتها سوى ضعفها النسبي. فالبلباس ، وهم عشيرة كانت قوية الشكيمة كثيرة العدد في يوم من الأيام ، يسكنون الجبال والسهول المحيطة بباليك ولا هيجان التي لا تبعد كثيرا عن أرومية نفسها. وهم بين حين وآخر يسلّون أنفسهم بالانقضاض (١) على جهات سولدوز وسرادشت
__________________
(١) جاء في كتاب دوحة الوزراء لمؤلفه رسول حاوي الكركوكي ، عن وقائع عام ١٢١٧ ـ