(٤)
لذة الراحة بعد التعب ـ الانطباعات الأولى في بغداد ـ أسوارها ـ شوارعها ـ نهر دجلة وضفافه ـ الأسواق وفسح البيع ـ وصف بكنغهام للمدينة ـ الجوامع والمنائر ـ البيوت ـ داخلية البيوت والأحوال فيها ـ المرأة التركية ـ المظهر الشخصي ـ الوشم ـ النساء الكرجيات ـ سكان بغداد ـ عاداتهم ـ الازدهار في أيام داود باشا ـ الشؤون العسكرية ـ الأسواق ـ التجار الأتراك ـ العرب ـ عاداتهم ـ أصوات بغداد.
عزيزتي
إن أول يومين أو ثلاثة بعد الانتهاء من رحلة غير قصيرة ، وعند الوصول إلى مكان غريب ، لا بد ان تنقضي بنوع من الدوامة المحمومة الحالمة ، التي لا يمكن أن تكون مؤاتية للحصول على المعلومات الصحيحة أو تكوين فكرة عما يحيط بالمرء. ففيها يتم تبادل الاستفسارات والأجوبة ويتطرق المرء إلى الحديث عن أشياء شتى. لكن شيئا من المعرفة عن الأمكنة والمواقع يعد ضروريّا له قبل أن يكون بإمكانه استيعاب المعلومات التي تنقل إليه. والراحة كذلك ـ الراحة البسيطة والهدوء ـ هي التي تبعث الانشراح فينا ، بعد أن نكون قد شققنا طريقنا خلال بلاد صعبة وطريق شاق متعب ، بحيث يصعب علينا أن نوفّق على تهيئة أنفسنا للجهد المطلوب للسعي وراء العجائب ومشاهدة المناظر. ولا بد لمن يجد نفسه في هذه الظروف أن يكون قد شعر بهذا ـ أي بالإحساس اللذيذ الذي يلازم هذا «التكاسل» ، وخبر الإحجام الذي شعرت به في نقض هذا التأثير السحري.
أما حالتي فلم تكن تتحمل الانهماك الطويل. إذ لا يزال هناك الكثير مما يجب أن أجتازه ، ولا يمكن إلا تخصيص قليل من الوقت لمشاهدة المناظر أو