محيط به ، فعلم الله وفعله مفهومان مختلفان ، ولكنّهما متصادقان في الخارج.
وقد اتّضح بما تعرّفت أنّ علمه بأفعاله بعد إيجادها حضوري ، كما أنّ علمه سبحانه بذاته وبأفعاله قبل إيجادها حضوريّ ، فإنّ المناط في كون العلم حضورياً هو حصول نفس المعلوم وحضوره لدى العالم لا حضور صورته وماهيته ، وهذا المناط متحقّق في علمه تعالى بذاته وبأفعاله مطلقاً.
والإمعان فيما ذكرنا حول الموجودات الإمكانية يوضح لزوم علمه سبحانه بالجزئيات وضوحاً كاملاً ، وذلك لما تقدّم أنّ نفس وجود كلّ شيء عين معلوميته لله تعالى ولا فرق في مناط هذا الحكم بين المجرّد والمادّي ، والكلّي والجزئي ، فكما أنّ الموجود الثابت معلوم له تعالى بثباته ، كذلك الموجود المتغيّر معلوم لله سبحانه بتغيّره وتبدّله فالإفاضة التدريجيّة ، والحضور بوصف التدرّج لديه سبحانه يلازم علمه تبارك وتعالى بالجزئيات الخارجيّة.
قد عرفت برهان علمه سبحانه بالجزئيات ، وبقي الكلام في تحليل الشبهات الّتي أُثيرت في هذا المجال ، وإليك بيانها :