قالوا لو علم سبحانه ما يجري في الكون من الجزئيات لزم تغيّر علمه بتغيّر المعلوم وإلّا لانتفت المطابقة ، وعلى هذا فهو سبحانه إنّما يعلم الجزئيات من حيث هي ماهيات معقولة لا بما هي جزئية متغيّرة.
إنّ الشبهة قائمة على فرض كون علمه سبحانه بالأشياء علماً حصولياً على طريق الصور المرتسمة القائمة بذاته سبحانه ، وعند ذلك يكون التغيّر في المعلوم ملازما لتغيّر الصور القائمة به سبحانه ويلزم على ذلك كون ذاته محلاً للتغيّر والتبدّل.
وقد عرفت أنّ علمه تعالى بالموجودات حضورى بمعنى أنّ الأشياء بهويّاتها الخارجية وحقائقها العينية حاضرة لديه سبحانه ، فلا مانع من القول بطروء التغيّر على علمه سبحانه إثر طروء التغيّر على الموجودات العينية ، فإنّ التغيّر الممتنع على علمه إنّما هو العلم الموصوف بالعلم الذاتي ، وأمّا العلم الفعلي أي العلم في مقام الفعل ، فلا مانع من تغيّره كتغيّر فعله ، فإنّ العلم في مقام الفعل لا يعدو عن كون نفس الفعل علمه لا غير.
إنّ إدراك الجزئيات يحتاج إلى أدوات مادّية وآلات جسمانية ، وهو سبحانه منزّه عن الجسم ولوازمه الجسمانية.
والجواب عن هذه الشبهة واضح ، فإنّ العلم بالجزئيات عن طريق