بالسميع والبصير هو إيقاف الإنسان على أنّ ربّه سميع يسمع ما يتلفّظه من كلام ، بصير يرى كلّ عمل يصدر منه فيحاسبه يوماً حسب ما سمعه ورآه.
ثمّ إنّ بعض المتكلمين قد عدّ الإدراك من صفاته تعالى والمدرِك ـ بصيغة الفاعل ـ من أسمائه ، تبعاً لقوله سبحانه :
(لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) (١).
ولا شكّ أنّه سبحانه ـ بحكم الآية الشريفة ـ مدرك ، لكن الكلام في أنّ الإدراك هل هو وصف وراء العلم بالكليات والجزئيات؟ أو هو يعادل العلم ويرادفه؟ أو هو علم خاص؟ والأقرب هو الأخير وهو العلم بالموجودات الجزئية العينية ، فإدراكه سبحانه هو شهود الأشياء الخارجية ووقوفه عليه وقوفاً تامّاً. قال سبحانه :
(أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (٢).
__________________
(١) الأنعام : ١٠٣.
(٢) فصلت : ٥٣.