قدرته تعالى
اتّفق الإلهيّون على أنّ القدرة من صفاته الذاتية الكمالية كالعلم ، ولأجل ذلك يعدّ القادر والقدير من أسمائه سبحانه ، لكنّهم اختلفوا في حقيقة قدرته تعالى. فيجب تعريف القدرة أوّلاً وبيان المعنى المناسب لساحته تعالى من القدرة ثانياً.
إنّ هناك تعريفين للقدرة مشهورين : (١)
الأوّل : أنّها عبارة عن صحّة الفعل والترك ، والمراد من الصحّة : الإمكان ، فالقادر هو الّذي يصحّ أن يفعل وأن يترك.
والثاني : أنّها عبارة عن صدور الفعل بالمشيّة والاختيار ، فالقادر من إن شاء فعل وإن لم يشأ لم يفعل.
وقد أُورد على التعريف الأوّل بأنّ الإمكان المأخوذ في التعريف ، إمّا إمكان ماهوي يقع وصفاً للماهية ، أو إمكان استعدادي يقع وصفاً للمادّة ؛
__________________
(١) الأسفار : ٦ / ٣٠٧. التعريف الأوّل للمتكلمين والثاني للفلاسفة.