حياته تعالى
اتّفق الإلهيون على أنّ الحياة من صفاته تعالى ، وأنّ الحيّ من أسمائه الحسنى ، ولكن إجراء هذا الاسم عليه سبحانه يتوقّف على فهم معنى الحياة وكيفية إجرائها على الله تعالى ، فنقول :
إنّ الحياة المادّية في الحيوان والإنسان ـ بما أنّه حيوان ـ تقوم بأمرين ، هما : الفعّاليّة والدرّاكيّة ، فالخصائص الأربع (١) الّتي ذكرها علماء الطبيعة راجعة إلى الفعل والانفعال ، والتأثير والتأثّر ونرمز لها «بالفعّاليّة» ، كما نرمز إلى الحسّ والإدراك المتسالم على وجودهما في انواع الحيوان ، وقد يقال بوجودهما في النبات ايضاً ، ب «الدرّاكيّة» فالحيّ هو الدرّاك والفعّال ، كما هو المصطلح عند الفلاسفة الإلهيين.
فملاك الحياة الطبيعيّة هو الفعل والدرك ، وهو محفوظ في جميع المراتب لكن بتطوير وتكامل ، أعني : حذف النواقص والشوائب الملازمة
__________________
(١) وهي : الجذب والدفع ، النمو والرشد ، التوالد والتكاثر ، الحركة وردّة الفعل.