غير قائمة بالله تعالى قياماً حلوليّاً أو عروضيّاً ، بل يخلقها في غيره كاللوح المحفوظ أو جبرائيل أو النبيّ أو غير ذلك فكما يكون الله تعالى منعماً بنعمة يوجده في غيره ، فهكذا يكون متكلّماً بإيجاد الكلام في غيره وليس من شرط الفاعل أن يحلّ عليه فعل. (١)
وهذا المعنى من الكلام يسمّى بالكلام اللفظي وهو من صفات فعله تعالى ؛ حادث بحدوث الفعل.
٢. نظرية الأشاعرة : يظهر من مؤلّف المواقف (٢) أنّ الأشاعرة معترفون بالكلام اللفظي وبأنّه حادث ، ولكنّهم يدّعون معنى آخر وراءه ويسمّونه بالكلام النفسي.
قال الفاضل القوشجي في تفسير الكلام النفسي :
إنّ من يورد صيغة أمر أو نهي أو نداء أو إخبار أو استخبار أو غير ذلك يجد في نفسه معاني يعبّر عنها بالألفاظ الّتي نسمّيها بالكلام الحسّي ، فالمعنى الّذي يجده في نفسه ويدور في خلده ، لا يختلف باختلاف العبارات بحسب الاوضاع والاصطلاحات ويقصد المتكلم حصوله في نفس السامع ليجري على موجبه ، هو الّذي نسمّيه الكلام النفسي. (٣)
__________________
(١) شرح الأُصول الخمسة : ٥٢٨ ؛ المنقذ من التقليد : ١ / ٢١٥.
(٢) شرح المواقف : ٨ / ٩٣.
(٣) شرح التجريد للقوشجي : ٣١٩.