اختلفوا في حدوث كلامه تعالى أو قدمه على أقوال :
أوّل من أكّد القول بعدم حدوث القرآن وعدم كون كلامه تعالى مخلوقاً وأصرّ عليه ، أهل الحديث ، وفي مقدّمتهم «أحمد بن حنبل» فإنّه الّذي أخذ يروّج فكرة عدم خلق القرآن ويدافع عنها بحماس ، متحمّلاً في سبيلها من المشاقّ ما هو مسطور في زبر التاريخ ، وإليك نصّ نظريته في هذه المسألة :
والقرآن كلام الله ليس بمخلوق ، فمن زعم انّ القرآن مخلوق فهو جهمي كافر ، ومن زعم انّ القرآن كلام الله عزوجل ووقف ولم يقل مخلوق ولا غير مخلوق ، فهو اخبث من الأوّل.(١)
قد تبنَّت المعتزلة القول بخلق القرآن وانبروا يدافعون عنه بشتّى الوسائل ، ولمّا كانت الخلافة العباسية في عصر المأمون ومن بعده إلى زمن الواثق بالله ، تؤيّد حركة الاعتزال وآراءها ، استعان المعتزلة من هذا الغطاء ،
__________________
(١) السنّة : ٤٩.