بالذات. وقد تقدّم الكلام حول بعض هذه الصفات ، كنفي الشريك والتركيب والصفات الزائدة على الذات في مباحث التوحيد ، ونبحث الآن عن غيرها فنقول : إنّه تعالى :
الجسم ـ على ما نعرف له من الخواصّ ـ هو ما يشتمل على الأبعاد الثلاثة من الطول والعرض والعمق ، وهو ملازم للتركيب ، والمركّب محتاج إلى أجزائه والمحتاج لا يكون واجب الوجود بالذات.
وقد تبيّن استغناؤه عنهما ممّا ذكرنا من الدليل على نفي الجسمية ، فإنّ الواقع في جهة أو محلّ لا يكون إلّا جسماً أو جسمانياً.
إنّ المعقول من الحلول قيام موجود بموجود آخر على سبيل التبعيّة ، وهذا المعنى لا يصحّ في حقّه سبحانه لاستلزامه الحاجة وقيامه في الغير.
__________________
(١) إنّ طرف كلّ امتداد ونهايته من حيث هو طرف إمّا نقطة وإمّا سطح وإمّا خط ، ومن حيث هو واقع في مأخذ الإشارة الحسّية جهة ، والفرق بينها وبين المكان أنّ الجهة مقصد المتحرك من حيث الوصول إليه ، والمكان مقصد له من حيث الحصول فيه.
(الحكيم السبزوارى ، شرح المنظومة : ٢٥٦).