انّه تعالى ليس بمرئيّ
اتّفقت العدليّة على أنّه تعالى لا يُرى بالأبصار لا في الدنيا ولا في الآخرة ، وأمّا غيرهم فالكراميّة والمجسِّمة الّذين يصفون الله سبحانه بالجسميّة ويثبتون له الجهة ، جوَّزوا رؤيته بلا إشكال في الدارين ، وأهل الحديث والأشاعرة ـ مع تحاشيهم عن إثبات الجسميّة والجهة له سبحانه ـ قالوا برؤيته يوم القيامة وإنّ المؤمنين يرونه كما يرى القمر ليلة البدر ، وتحقيق الكلام في هذا المجال رهن دراسة تحليلية حول أمور ثلاثة :
أ. تحديد محلّ النزاع ؛
ب. أدلّة امتناع الرؤية ؛
ج. أدلّة القائلين بالجواز.
الرؤية الّتي تكون في محلّ الاستحالة والمنع عند العدلية هي الرؤية البصريّة بمعناها الحقيقي ، لا ما يعبّر عنه بالرؤية القلبية كما ورد في روايات أهل البيت عليهمالسلام والشهود العلمي التام في مصطلح العرفاء ، وهذا المعنى من