٢. إنّ الرؤية لا تتحقق إلّا بانعكاس الأشعَّة من المرئى إلى أجهزة العين ، وهو يستلزم أن يكون سبحانه جسماً ذا أبعاد.
٣. إنّ الرؤية بأجهزة العين نوع إشارة إليه بالحدقة ، وهي إشارة حسّية لا تتحقق إلّا بمشار إليه حسّي واقع في جهة ، والله تعالى منزّه عن الجسمانية والجهة.
٤. إنّ الرؤية إمّا أن تقع على الذات كلِّها أو على بعضها ، فعلى الأوّل يلزم أن يكون المرئى محدوداً متناهياً ، وعلى الثاني يلزم أن يكون مركّباً ذا أجزاء وأبعاض والجميع مستحيل في حقِّه تعالى.
إنّ للقائلين بجواز رؤيته تعالى أدلّة عقلية ونقلية ، فمن أدلّتهم العقلية ما ذكره الأشعرى بقوله :
ليس في جواز الرؤية إثبات حدث ، لأنّ المرئى لم يكن مرئيا لأنّه محدث ، ولو كان مرئياً لذلك للزمه أن يرى كلّ محدث وذلك باطل عنده» (١).
يلاحظ عليه : أنّ الحدوث ليس شرطاً كافياً للرؤية حتّى تلزم رؤية كلّ محدث ، بل هو شرط لازم يتوقّف على انضمام سائر الشروط الّتي أشرنا إليها وبما أنّ بعضها غير متوفّر في الموجودات المجرّدة المحدثة ، لا تقع عليها الرؤية.
__________________
(١) اللمع : ٦١.