١. قوله تعالى : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ* إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ.) (١)
وتوضيح الاستدلال : أنّ النظر في اللّغة جاء بمعنى الانتظار ويستعمل بغير صلة ، وجاء بمعنى التفكّر ويستعمل ب (في) وجاء بمعنى الرأفة ويستعمل ب (اللام) وجاء بمعنى الرؤية ويستعمل ب (إلى) والنظر في الآية موصول ب (إلى) فوجب حمله على الرؤية. (٢)
يلاحظ عليه : أنّ النظر المتعدّي ب «إلى» كما يجيء بمعنى الرؤية ، كذلك يجيء كناية عن التوقّع والانتظار كما قال الشاعر :
وجوه ناظرات يوم بدر |
|
إلى الرحمن يأتي بالفلاح |
وكقول آخر :
إنّي إليك لما وعدت لناظر |
|
نظر الفقير إلى الغني الموسر |
وقد شاع في المحاورات : «فلان ينظر إلى يد فلان» يراد أنّه رجل معدم محتاج يتوقّع عطاء الآخر.
والتأمّل في الآيتين بمقارنتهما بالآيتين الواقعتين في تلوهما يهدينا إلى أنّ المراد من النظر في الآية ، هو التوقّع والانتظار ، لا الرؤية ، وإليك تنظيم الآيات حسب المقابلة :
(وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ) ويقابلها قوله تعالى : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ باسِرَةٌ).
__________________
(١) القيامة : ٢٢ ـ ٢٣.
(٢) شرح التجريد للفاضل القوشجي : ٣٣١.