الكليم منه سبحانه أن يحييهم الله تعالى ، حتى يدفع اعتراض قومه عن نفسه إذا رجع اليهم ، فلربما قالوا : «إنّك لم تكن صادقاً في قولك إنّ الله يكلّمك ، ذهبت بهم فقتلتهم» ، فعند ذلك أحياهم الله وبعثهم معه ، وإليك الآيات الواردة في القصّة :
الف) (وَإِذْ قُلْتُمْ يا مُوسى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ.) (١)
ب) (يَسْئَلُكَ أَهْلُ الْكِتابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتاباً مِنَ السَّماءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسى أَكْبَرَ مِنْ ذلِكَ فَقالُوا أَرِنَا اللهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ) (٢).
ج) (وَاخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِمِيقاتِنا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ السُّفَهاءُ مِنَّا) (٣).
د) (وَلَمَّا جاءَ مُوسى لِمِيقاتِنا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ) (٤).
فالآيتان الأُولى والثانية تدلّان على أنّ أهل الكتاب طلبوا من موسى أن يسأل من الله تعالى أن يريهم ذاته ، فاستحقّوا بسؤالهم هذا العذاب والدمار فأخذتهم الصاعقة ، والآية الثالثة تدلّ على أنّ الّذين اختارهم موسى لميقات
__________________
(١) البقرة : ٥٥.
(٢) النساء : ١٥٣.
(٣) الأعراف : ١٥٥.
(٤) الأعراف : ١٤٣.