الفصل الأوّل :
تعريف الحكمة والعدل ودلائلهما :
أصل الحكمة الحكم وهو المنع ، قال ابن فارس :
الحاء والكاف والميم اصل واحد وهو المنع واوّل ذلك الحكم وهو المنع من الظّلم وسمّيت حكمة الدابّة لأنّها تمنعها ، يقال : حكمت الدابّة وأحكمتها ، ويقال : حكمت السّفيه وأحكمته ، إذا أخذت على يديه والحكمة هذا قياسها ، لأنّها تمنع من الجهل وتقول : حكّمت فلاناً تحكيماً : منعته عمّا يريد. (١)
وقد أطلقت الحكمة على العدل ، والعلم والحلم ، والنبوّة وما يمنع من الجهل ، وكل كلام موافق للحقّ ، ووضع الشيء في موضعه وصواب الأمر وسداده. (٢)
وقد عرّف الراغب الأصفهانى الحكمة ب «إصابة الحقّ بالعلم والعقل» ثمّ قال :
__________________
(١) معجم المقاييس في اللغة : ٢٧٧.
(٢) اقرب الموارد : ١ / ٢١٩.