فالحكمة من الله تعالى معرفة الأشياء وإيجادها على غاية الإحكام ، ومن الإنسان معرفة الموجودات وفعل الخيرات. (١)
ثمّ إنّ الحكمة في اصطلاح المتكلّمين قد تكون وصفاً للعلم وقد تكون وصفاً للفعل ، ويفسّر الأوّل بأفضل العلم وأكمله ، ويفسّر الثاني بإتقان الفعل وتنزّهه عمّا لا ينبغي. قال الرازي (٢) :
في الحكيم وجوه : الأوّل : إنّه فعيل بمعنى مفعل كأليم بمعنى مؤلم. ومعنى الإحكام في حقّ الله تعالى في خلق الأشياء هو إتقان التدبير فيها ، وحسن التقدير لها ، قال تعالى : (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ). (٣)
ليس المراد الحسن الرائق في المنظر وإنما المراد منه حسن التدبير في وضع كلّ شيء موضعه بحسب المصلحة ، وهو المراد بقوله :
(وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً) (٤).
الثاني : إنّ الحكمة عبارة عن معرفة أفضل المعلومات بأفضل العلوم ، فالحكيم بمعنى العليم.
__________________
(١) المفردات في غريب القرآن : ١٢٧.
(٢) شرح أسماء الله الحسنى : ٢٧٩ ـ ٢٨٠.
(٣) السجدة : ٧.
(٤) الفرقان : ٢.