فالمصنوعات الدقيقة والجميلة ، واللوحات الفنّية والتماثيل الرائعة تستمدّ روعتها وجمالها من هذا البعد.
د. الشعور الديني الّذي يدعو الإنسان إلى الاعتقاد بأنّ وراء هذا العالم عالما آخر يستمدّ هذا العالم وجوده منه ، وأنَّ الإنسان بكلّ خصوصياته متعلّق بذلك العالم ويستمدّ منه.
وهذا البعد الرابع الّذي اكتشفه علماء النفس في العصر الأخير وأيّدوه بالاختبارات المتنوّعة مما ركّز عليه الذكر الحكيم قبل قرون وأشار إليه في آياته المباركات ، منها قوله تعالى :
(فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها) (١).
فالآية تنصّ على أنّ الدين ـ بمعنى الاعتقاد بخالق العالم والإنسان وبأنّ مصير الإنسان بيده ـ شيء خلق الإنسان عليه وفطر به ، كما خلق وفطر على كثير من الميول والغرائز.
إنّ الخطوة الأولى لفهم الدين هي الوقوف على المعرفة المعتبرة فيه ؛ فالدين الواقعي لا يعتبر كلّ معرفة حقّا قابلاً للاستناد ، بل يشترط أن تكون معرفة قطعية حاصلة من أدوات المعرفة المناسبة لذلك. يقول سبحانه :
(وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً) (٢).
__________________
(١) الروم : ٣٠.
(٢) الاسراء : ٣٦.